القيادة في مصر فن، والطريق هو القماش الذى سترسم عليه. على عكس وسائل المرور الأكثر تنظيماً، لا توجد إشارات مرور أو لوحات واضحة لإرشادك – فالسائقون لديهم الحرية في الانعطاف والمناورة كما يحلو لهم. وهذا هو السبب في أننا نحن المصريين نقضي ساعات طويلة عالقين في زحمة المرور يومياً.
وسواء كنت في طريقك إلى العمل أو المدرسة أو حتى لقضاء بعض المهام، فإن حركة المرور دائماً ما تجد طريقة للحاق بك. لذا، يجب أن تكون مستعداً لمقاومة الازدحام بأساليب تساعدك على عبور الطرق المزدحمة دون خوف.
معظم السائقين في مصر لا يلتزمون بالإشارات عند القيادة. لهذا السبب يجب أن تولي الحد الأدنى من الاهتمام لإشارات الانعطاف والوميض وما إلى ذلك. اتبع دائماً حدسك في هذه الحالات ولا تثق بأي إشارة ضوئية مضاءة، خاصةً إذا كنت على طريق سريع تحاول تجاوز سائق شاحنة.
عندما تزدحم الطرق، هناك احتمال كبير أن تصطدم بك السيارات. إذا حدث ذلك، لا تفزع! فهذا أمر طبيعي في مصر. إذا حدث واصطدمت بسيارة أمامك، فاحرص على الاعتذار بأدب وتجنب الوقوف لتفقد سيارتك، إلا إذا تسببت في ضرر ملحوظ.
مع زيادة الإحباط في الشوارع المزدحمة، توقع سيمفونية من أبواق السيارات، خاصة فى الإختناقات المرورية المعروفة مثل كوبري 6 أكتوبر. نحن نشعر بآلامك عندما يحدث ذلك، ولكن ليس لدينا مانقوله لك لمساعدتك سوى: اترك عملك وابحث عن عمل أقرب إلى منزلك، لأن الوقت من ذهب!
عندما تقود سيارتك في مصر، ستصادفك لافتة تحذيرية على أحد الطرق السريعة تقول أنك مراقب بالرادار. في البداية، ستلتزم بالسرعة المحددة، لتكتشف أن الرادار لا يعمل. لا تفهمنا خطأ، فنحن من أشد المتحمسين لأولئك الذين يلتزمون بالقواعد. ففي النهاية، لو طُبقت القواعد بشكل صحيح، لما كنا سنعرض عليك مجموعة أدوات النجاة من حوادث المرور.
غالباً ما يجد السائحون أن عبور شوارع القاهرة مسأله مرهقه للأعصاب. فالسيارات تسير بسرعة فائقة غير عابئة بالمشاة، كما أن عدم وجود معابر مخصصة لعبور المشاة قد يكون مربكاً. ومع ذلك، هناك طريقة للتغلب على هذا الجنون. فعندما تراقب السكان المحليين ستكتشف سر نجاحهم فى عبور الطرق المزدحمة: اترك الرصيف وخذ خطوه قصيره لعبور الشارع، دع سيارة تمر أمامك، ثم خذ عدة خطوات وانتقل إلى ”الحارة“ التالية، إستمر فى تكرار ذلك حتى تصل إلى الجانب الآخر.
إتقان فن القيادة في شوارع مصر الصاخبة يعني احتضان الفوضى مع البقاء متيقظاً لحركة المرور. إنها مهارة تستغرق وقتاً طويلاً لتطويرها ولكنها يمكن أن تحوّل كل رحلة إلى مغامرة في حد ذاتها.
حقيقتان طريفتان عن الطرق في مصر:
أولاً، لقد زرت العديد من البلدان، سواء لبضع ساعات أو للعمل والعيش فيها لسنوات. ومع ذلك، لم أرَ قط طرقاً بدون خطوط مرسومة لتحديد المسارات. أما في مصر، فإن إحتمال مقابلة الملك رمسيس في مقهى شعبى أكبر من أن تجد طرقًا عليها خطوط تحدد مسارات السيارات. وحتى إذا صادفت طريقاً عليه حدود الحارات المرسومة هذه، فستكون الوحيد الذي يلاحظها، لأن كل السائقين الآخرين على الطريق يتعاملون معها وكأنها سراب في الصحراء.
ثانياً، سعر السيارات في مصر أعلى بنسبة 20% من المتوسط العالمي1، في حين بلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في مصر، فى عام 2023، حوالي 3500 دولار سنويًا3،2. وفي الوقت نفسه، فإن مصر لديها واحد من أعلى معدلات الوفيات على الطرقات فى العالم، لكل ميل تقطعه السيارة 3، 4. ووفقًا للمكتبة الوطنية الأمريكية للطب، يواجه تطبيق نظام “خدمات الإسعاف” في مصر تحديات مثل الافتقار إلى البنية التحتية للرعاية الصحية الإلزامية، وعدم كفاية الرعاية الصحية السابقة لدخول المستشفى، وضعف مستوى جودة البيانات الصحية، ونقص أطباء الطوارئ المدربين في جميع أنحاء البلاد5. وعلى الرغم من كل هذه التحديات، يستمر السائقون المصريون في تجاهل احتياطات السلامة الأساسية على الطرقات.
المصادر
1. موقع ” The Global Economy.com. أسعار المركبات – ترتيب الدول” متوسط 2021.
https://www.theglobaleconomy.com/rankings/vehicle_prices_wb
2. DC – Data Commons، مصر. “نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في مصر”
3. منظمة الصحة العالمية، المكتب القطري لمصر. “السلامة على الطرق في مصر” 2011
https://www.emro.who.int/images/stories/cah/fact_sheet/road_safety.pdf
4. التقارير القطرية. “حركة المرور وأوضاع الطرق في مصر”
5. المكتبة الوطنية للطب – المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية. “التحديات التي تواجه تطوير نظام الصدمات في مصر” 3 مايو 2023.