مُلخصٌ فى ثوانٍ: كيف تعرفت على هذا الكتاب، المؤلف وكتابه، نوع هذا الكتاب، مراجعة سريعة لمحتويات الكتاب، ما الذي يمكنك ان تتوقعه في مقالي التالي
قبل حوالى عشر سنوات، كُنت مدعواً لحفلٍ فى منزل أحد الأصدقاء عندما قابلت سيدة فى منتصف العمر بدت حريصة على التحدث إلى “شخص من مصر”. أظهرت هذه السيدة اهتمامًا، كغالبية الأمريكيين، بتاريخ مصر الفرعونية وأعربت عن رغبتها في زيارة مصر للتعرف على هذا التاريخ عن قرب. وفيما بعد تحول نقاشنا إلى الحديث عن الدين، عندما ذَكرتُ افتتاني بإخناتون وديانته التوحيدية التي كان يدعو لها. وخلال النقاش تعرضنا لما ذُكر عن أوجه التشابه بين إحدى ترانيم إخناتون وصلاة شهيرة في العهد القديم1. وخلال تبادلنا للحديث عن إخناتون ودعوته الدينية، سألتنى هذه السيدة إن كنت قد قرأت كتاباً تَعّرض لمواضيع ذات علاقة بمناقشتنا، وهو كتاب جاري جرينبيرج “101 أسطورة توراتية”2. وفيما بعد، سنحت لي الفرصة لقراءة هذا الكتاب الذي أثر في بشكل عميق لدرجة أنني اتصلت بالناشر واشتريت حق ترجمة الكتاب ومن ثم نشره باللغة العربية.
المؤلف وكتابه
مؤلف هذا الكتاب هو جاري جرينبيرج. وهو محامٍ مُعتمد في مدينة نيويورك الأمريكية، ورئيس جمعية الآثار التوراتية في نيويورك، وعضو في جمعية الأدب التوراتي، وجمعية استكشاف مصر، ومركز الأبحاث الأمريكي في مصر، والمعهد الأثري الأمريكي، والجمعية التاريخية. وللسيد جرينبيرج عدة مؤلفات منها: كتاب “لُغز موسى: الأصول الأفريقية للشعب اليهودي”، وكتاب “التسلسل الزمني للتكوين وقوائم ملوك مصر القديمة: الأصول المصرية لتاريخ التكوين (التكوين ومصر)”، وكتاب “من كَتب الأنجيل؟ لماذا يتحدى علماء العهد الجديد تقاليد الكنيسة”. كما قدم السيد جرينبيرج العديد من المحاضرات في مواضيع ذات علاقة بالتاريخ القديم والأساطير والدراسات الكتابية، كما شارك في تقديم العديد من الأوراق العلمية في الكثير من المؤتمرات الدولية المرموقة والمعنية بشؤون التاريخ المصري القديم وكذلك بالكتاب المقدس.
كتاب “101 أسطورة توراتية: كيف ابتدع الكتبة القدماء التاريخ التوراتي” هو الكتاب الذي اخترته لهذا الشهر. تم نشر الإصدار الأول من هذا الكتاب، باللغة الإنجليزية، في عام 2000 بواسطةSourcebooks ، .Inc. وقد تُرجم هذا الكتاب إلى اللغة العربية، بمعرفة السيدة/ دينا عبد الرؤوف، وتم نشره في القاهرة عام 2013 بمعرفة دار العين للنشر، تحت عنوان “101 أسطورة توراتية: كيف ابتدع الكتبة القدماء التاريخ التوراتي” وقام د. منير موسى بمراجعة الكتاب بعد ترجمته3.
كتاب “101 أسطورة توراتية” هو كتاب من النوع الواقعي المصحوب بمنهج تحليلي لموضوعات عديدة يصعب حصرها تحت عنوانُ واحد. هذه المواضيع تتضمن التاريخ والأساطير التاريخية والدين والفلسفة. يتكون الكتاب من 319 صفحة، وهو يحتوي على تصدير ومقدمة وملاحظات حول المصطلحات، وينقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء تتناول وبشكلٍ مفصل الأساطير ال101 التي اختارها المؤلف من كتاب العهد القديم.
الجزء الأول: أساطير الخلق
يغطي هذا الجزء الإصحاحات الإحدى عشرة الأولى من سفر التكوين، وهو أول أسفار الكتاب المقدس. يروي هذا الجزء تاريخ العالم منذ بداية الخلق إلى ما بعد عصر الطوفان العظيم. ويحتوي هذا الجزء على 47 أسطورة تتضمن قصصًا مثل: أيام الخلق السبعة، و آدم وحواء وجنة عدن، و قابيل وهابيل، و نوح والطوفان، و إعادة إعمار الأرض بعد الطوفان، و خروج كل أمم الأرض من أبناء نوح. وقد ذكر السيد جرينبيرج “أن هذه القصص هي أكثر أجزاء الكتاب المقدس إثارة للجدل بين من يتحاورون حول مدى دقة هذا الكتاب، وذلك بسبب التعارض الواضح بين هذه القصص وبين العلوم التقليدية”.
الجزء الثاني: أساطير آباء إسرائيل
يروي هذا الجزء قصة مؤسسي إسرائيل القديمة، من سيدنا إبراهيم إلى إبنه إسحاق، ومن إسحاق إلى إبنه يعقوب. ويُعرف هؤلاء الثلاثة مجتمعين بالآباء. وقد رزق يعقوب، الذي غيّر اسمه فيما بعد إلى إسرائيل، بإثني عشر ذكرًا. وقام كل واحد من أبنائه بتأسيس إحدى قبائل إسرائيل الإثني عشر. ويُعتبر يوسف ويهوذا هما أهم أبناء يعقوب. ووفقًا للسيد جرينبيرج، فإن “الغرض الأساسي من التاريخ الأبوي هو تتبع انتقال -العهد الإبراهيمي- من جيلٍ إلى جيل”. ويحتوي الجزء الثاني من الكتاب على 24 أسطورة توراتية (من الأسطورة رقم 48 إلى رقم 71). يتضمن هذا الجزء قصصًا مثل: مجئ سيدنا إبراهيم من مدينة أور الكلدانية، و كيف دمر الله مدينتي سدوم وعمورة، و كيف صارت زوجة لوط عمودًا من الملح.
الجزء الثالث: أساطير الأبطال
يغطي الجزء الأخير من هذا الكتاب فترة تاريخ بني إسرائيل بداية من الصعوبات التي عانوا منها في مصر، بعد وفاة سيدنا يوسف، إلى فترة ظهور سيدنا موسى عليه السلام. وكذلك يشتمل هذا الجزء على قصة خروج بني إسرائيل من مصر، ودخولهم الى أرض كنعان، ومن ثم إقامتهم فيها حتى التدمير الأول للهيكل سنة 587 قبل الميلاد. يصف هذا الجزء 30 أسطورة توراتية (من الأسطورة رقم 72 إلى الأسطورة رقم 101). ويتضمن الجزء الثالث قصصًا مثل: كيف استعبدت مصر بني إسرائيل لأربعمائة عام، و كيف بعث الرب عشر إبتلاءات على مصر، وغرق جيش الفرعون في البحر الأحمر.
في مقالتي التالية من سلسلة مراجعة هذا الكتاب، سأناقش الطبيعة الأسطورية للعديد من قصص العهد القديم، وكيف أثرت حضارات الشرق الأوسط القديمة على بني إسرائيل وكتابهم المقدس.
المراجع:
1. أوجه التشابه بين ترنيمة إخناتون العظيمة لآتون والمزمور التوراتي 104.
أسمان، جان. يناير (2020). إختراع الدين: الإيمان والعهد المقدس في سفر الخروج. مطبعة جامعة برينستون. رقم الكتاب القياسي الدولي (ISBN) 978-0-691-20319-5.
2. Greenberg, Gary (2000). 101 Myths of the Bible, How Ancient Scribes Invented Biblical History. Sourcebooks, Inc. ISBN 1-57071-842-3.
.3101 أسطورة توراتية، وكيف إبتدع الكتبة القدماء التاريخ التوراتى، تأليف جارى جرينبرج – ترجمة دينا عبد الرؤوف ومراجعة د. منير موسى. دار العين للنشر- الطبعة الأولى 2013 ميلادية.