اكتشاف غير متوقع: فيروس حيواني يظهر بعد عملية زرع قلب خنزير في مواطن أمريكي*
مُلخصٌ فى ثوانٍ: زراعة أول قلب خنزير معدل وراثيًا في رجل من ولاية ماريلاند أدت إلى نجاح مبكر تلاه تورم قاتل فى قلبه. هل أعضاء الحيوانات المعدلة وراثياً هى الحل للحاجة الملحة لقطع الغيار البشرية.
كان الجو باردًا في صباح يوم الجمعة ، السابع من يناير من العام الماضى* ، عندما كان ديفيد بينيت، البالغ من العمر 57 عاماً، على وشك الحصول على فرصته الثانية في الحياة. ففي ذلك الصباح كانت مجموعة من جراحي القلب تستعد مع فريقهم الطبي لإجراء عملية زرع أعضاء تجريبية رائدة في المركز الطبي بجامعة ميريلاند. وكانت هذة هى المرة الأولى التي يتم فيها زرع عضو من خنزير ،تم تعديله وراثيًا.
كشف فريق الرعاية الطبية الخاص بالسيد بينيت أنه كان يواجه فشلًا في القلب، مصحوب بضربات قلب غير منتظمة، بالإضافة لسجل من عدم الامتثال لتعليمات العناية الطبية. ونظرًا لهذه العوامل، اعتُبر غير مؤهل لزرع قلب بشري، ولم يكن أمامه بديل إلا عملية لزرع مضخة قلب آليه.
وتجدر ملاحظة أنه في العام السابق (2021)، تم تحقيق إنجاز طبي مهم في مركز نيويورك للصحة بجامعة لانجون عندما زرع الجراحون كُلى من نفس سلالة الخنازير المعدلة وراثياً في شخصين ليس لديهم أى نشاط دماغي وتم إعلان موتهم بشكل قانونى. وبعد عملية ديفيد بينت إذداد أمل الباحثون فى أن يؤدى نجاح هذه العملية إلى ذيادة الثقة فى عمليات زرع الأعضاء المأخوذه من الخنازير المعدلة وراثياً.
وبعد مرور ثلاثة أيام فقط على تلك الجراحة التجريبية، أفاد المركز الطبى بجامعة ماريلاند بتحسن صحة السيد بينيت. ولكن وبعد بضعة أيام، لاحظ الجراح الذي أجرى العملية ظهور علامات العدوى على المريض. وعلى الرغم من معالجةالسيد بينيت بمجموعة من المضادات الحيوية والأدوية المضادة للفيروسات بالإضافة لعلاج مُعزز لجهاز المناعة، إلا أن القلب الذى تم زرعه بدأ فى الإنتفاخ مما أدى إلى تجمع السوائل فى جسم المريض ومن ثم توقف قلب السيد بينيت عن العمل. و بعد مرور شهرين على العملية، أى فى 8 مارس، توفي ديفيد بينيت. وفى خلال عدة أيام، اكتشف فريقه الطبي وجود حمض نووي فيروسي داخل قلب الخنزير ولكنهم لم يتمكنوا من ربط هذا الفيروس، وبشكل قاطع، بالعدوى التى أدت لوفاة السيد بينيت.
لعقودٍ، حاول الأطباء إستخدام أعضاء الحيوانات لإنقاذ حياة البشر، ولكن ذلك تم بنجاحٍ محدود. وبالنسبة لحالة السيد بينيت، والذى كان على وشك الموت ولم يكن مؤهلاً لعملية زرع قلب بشرى فيه، فقد خضع لعملية أستُعمل فيها قلب خنزير معدل وراثيًا وذلك لتقليل خطر رفض جهازه المناعي لهذا العضو الغريب. وبالرغم من إكتشاف فريقه الطبى لوجود فيروس حيوانى فى هذا القلب إلا أنهم لم يستطيعوا حتى الآن تحديد الدور الذى لعبه هذا الفيروس فى وفاة الرجل. ومنذ النهاية المأساوية لهذه العملية، يقوم الباحثون بتطوير اختبارات أكثر تعقيدًا للتأكد من أننا لن نغفل وجود مثل هذه الأنواع من الفيروسات فى المستقبل
وفي الوقت نفسه، يقوم الأطباء في جميع المراكز الطبية الأخرى في الولايات المتحدة بإجراء التجارب على إستخدام أعضاء حيوانية في أجسام بشرية مُتَبرعٌ بها، وهم متشوقون لمحاولة إجراء دراسات على المرضى الأحياء قريبًا. ولكن التأثير المحتمل لفيروس الخنازير على هذه الخطط لا يزال غير معروف.
المصادر
1. قلب خنزير زرع في ولاية ماريلاند لرجل يحمل فيروسًا حيوانيًا
أخبار سي بي إس ، نُشر لأول مرة في 5 مايو 2022 / 8:25 مساءً
2. لماذا لم يكن ديفيد بينيت مؤهلاً لعملية زرع قلب بشرى؟
بحث جوجل ، 9 مارس 2022
3. أول عملية زرع قلب من خنزير إلى إنسان: ما الذي يمكن أن يتعلمه العلماء؟
بقلم سارة ريردون
الطبيعة -جريدة – 14 يناير 2022
https://www.nature.com/articles/d41586-022-00111-9
4. إعادة كتابة الجينوم و CRISR-Case9
ميدلاين ، آخر تحديث في 22 مارس 2022
https://medlineplus.gov/genetics/understanding/genomicresearch/genomeediting/
5. زرع أعضاء حيوانية بالإنسان: هو أي إجراء ينطوي على: إما زرع أو تلقى الإنسان لخلايا أو أنسجة أو أعضاء حية من مصدر حيواني غير بشري، أو إتصال سوائل أو خلايا أو أنسجة أو أى أعضاء من جسم الإنسان- والتي التى يحتفظ بها بشكل حى خارج الجسم البشرى- بخلايا أو أنسجة أو أعضاء حيوانية حية غير بشرية
*تم نشر هذه المقالة لأول مرة في يونيو 2022 وذلك في مدونتي السابقة “إسلامي”، و تم تعديلها بشكلٍ طفيف لتتوافق مع تاريخ نشرها الحالي.