مُلخصٌ فى ثوانٍ: اكتشف تلسكوب جيمس ويب الفضائي أجسامًا في الفضاء يعتقد أنها “نجومًا مظلمة”، وهي نجوم تستمد طاقتها من المادة المظلمة بدلاً من الاندماج النووي. هذه النجوم، إذا تم تأكيد وجودها، قد تكون أكبر وأشد إشراقًا من النجوم العادية. تم رصد هذه الأجسام أثناء دراسة “المسح العميق للكون الخارجي”، ولا يزال العلماء بحاجة إلى مزيد من الوقت لتأكيد هذا الاكتشاف.
يعتقد الفلكيون أن تلسكوب جيمس ويب الفضائي(JWST) قد عثر علي إكتشاف هائل: أول “نجوم مظلمة” على الإطلاق. ومن المحتمل أن هذه النجوم تحصل على طاقتها من المادة المظلمة، وهي مادة غير مرئية تشكل حوالي 85% من إجمالي كتلة الكون. هذا الاكتشاف، إذا تم التأكد منه، قد يغير تمامًا ما نعرفه عن كيفية تكوّن أقدم النجوم في الكون.
يعتقد الفلكيون أن هذه “النجوم المظلمة”، لا تحصل على طاقتها عن طريق الاندماج النووي مثل النجوم العادية، بما في ذلك شمسنا. ولكن من المحتمل أنها تستمد طاقتها من المادة المظلمة، وهى المادة التي لا تتفاعل مع الضوء أو أي شكلُ أخر من أشكال الإشعاعات الكهرومغناطيسية. وقد تم رصد هذه الأجسام، التى يعتقد علماء الفضاء أنها قد تكون نجومًا مظلمة، بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائى أثناء دراسة منطقة في الفضاء تُسمى “المسح العميق للكون الخارجي (JADES).”
على الرغم من أن الباحثين لم يؤكدوا بعد ما إذا كانت هذه الأجسام هي نجوم مظلمة فعلاً، فإن المعلومات التى تم جمعها تشير إلى أنها قد تكون كذلك. إذا كانت هذه النجوم المظلمة موجودة بالفعل، فمن المحتمل أن تكون أكبر وأكثر إشراقًا من النجوم التي نراها اليوم. مقارنةً بشمسنا، قد تكون النجوم المظلمة أكثر إشراقًا بمقدار مليار مرة، وقد يصل حجمها إلى مليون مرة مقارنة بحجم الشمس.
لم يتم ملاحظة النجوم المظلمة بشكل مباشر من قبل، لكن هناك إحتمالات باستخدام النماذج الحاسوبية تشير إلى أنها تشكلت بعد فترة قصيرة من الانفجار الكبير. يعتقد العلماء أنها ظهرت عندما انهارت سحب من الهيدروجين والهيليوم في مراكز المجرات الأولى التي كانت تحتوي على مادة مظلمة. في يوليو 2023، أفاد فريق من الباحثين أن ثلاثة أجسام تم رصدها بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائى، والتي كان يعتقد في البداية أنها مجرات بعيدة، قد تكون فى الحقيقة نجومًا مظلمة.
قالت الفلكية كاثرين فريز، التي شاركت في كتابة الدراسة، أن “اكتشاف نوع جديد من النجوم أمر ضخم”. ومع ذلك، لا يستطيع العلماء إثبات أن هذه الأجسام هي نجوم مظلمة بعد، هم فقط يعتقدون أن خصائصها تتطابق مع ما نتوقعه من النجوم المظلمة أو المجرات التي تحتوي على نجوم عادية. و وفقًا ل “كوزمين إيلي” وهو عالم آخر شارك فى نفس الدراسة، فإن تكنولوجيا تلسكوب جيمس ويب الفضائى قادرة على تأكيد هذه الاكتشافات. كل ما يحتاجة فريق البحث هو المزيد من الوقت للمراقبة. وقد أضاف نفس الباحث: “نأمل أن نتأكد من وجود أحد هذه النجوم المظلمة بينما لا يزال تلسكوب ويب الفضائي في الخدمة.”
هناك فكرتان رئيسيتان حول كيفية تشكيل أولى النجوم في الكون. النظرية الأكثر شيوعًا هي أن هذه النجوم الأولى (القديمة) كانت “نجوماً من النوع الثالث ” (Population III)، وهى النجوم التي كانت تعمل بواسطة الاندماج النووي مثل النجوم التي نراها اليوم. هذه النجوم كانت مكونه في الغالب من الهيدروجين والهيليوم، مع قليل جدًا من العناصر الأثقل (المعادن)، حيث أن هذه العناصر لم تكن قد تشكلت بعد في الكون.
حدد تلسكوب جيمس ويب الفضائي في البداية ثلاثة أجسام (JADES-GS-z13-0، JADES-GS-z12-0، و JADES-GS-z11-0) كمجرات بعيدة في ديسمبر 2022. ومع ذلك، يقترح فريق من الباحثين الآن أن هذه الأجسام قد تكون في الواقع نجومًا مظلمة، تحصل على طاقتها من جسيمات المادة المظلمة.
المصادر:
1. تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لناسا. “معرض صور تلسكوب ويب الفضائي”، يناير 2025.”
https://webbtelescope.org/home
2.باباس، ستيفاني وبراينر، جيانا. “تلسكوب جيمس ويب قد يكون اكتشف أول نجوم من المادة المظلمة”، ساينتيفيك أمريكان، 20 يوليو 2023.
https://www.scientificamerican.com/article/jwst-might-have-spotted-the-first-ark-matter-stars
3.ميثيرست، بيكي. “هل اكتشف تلسكوب جيمس ويب دلائل على أول النجوم التي تكونت في الكون؟”، يوتيوب، 4 إبريل، 2024.
4.موهن، لي. “الفلكيون يكتشفون ثقباً أسوداً سريع التغذية باستخدام تلسكوبات ناسا”، ناسا.كوم، 13 نوفمبر، 2025.
https://www.nasa.gov/universe/astronomers-find-early-fast-feeding-black-hole-using-nasa-telescope